قوله تعالى: {ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون 28 فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين 29 هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون 30}
  وتدل على أنه لا شفاعة لهم، خلاف قول من يثبت الشفاعة لهم.
  ومتى قيل: إنها وردت في الكفار؟
  قلنا: اللفظ عام.
  وتدل على أنه لا يجوز أن يعذب أحدًا بغير ذنب؛ لأنه إذا بَيَّنَ أنه لا يزيد على المستحق، فبألا يعذب أولى.
  وتدل على بطلان قولهم في أطفال المشركين؛ لأنه لا ذنب لهم، فلا يعذبون.
  وتدل على أن أهل النار تَسْوَدُّ وجوههم يوم القيامة، وذلك جزاء لهم وغم، والإخبار به لطف للمكلفين.
  ومتى قيل: هل تدل على إثبات الرؤية؟
  قلنا: ظاهر الكلام يدل على إثبات الزيادة دون الرؤية، وإذا عدل عن الظاهر فلا تعلق لهم بالآية، وما يروون من الأخبار كلها أخبار آحاد، وبعضها متأول.
قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ٢٨ فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ٢٩ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ٣٠}
  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي وخلف بن هشام: «تَتْلو» بتائين من التلاوة وهي قراءة ابن مسعود ويحيى بن وثاب والأعمش وعيسى بن عمر، وقرأ الباقون: «تَبْلُو» بالتاء والباء من البلاء وهو الامتحان، ومنه: {وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا}.