التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا 9}

صفحة 1469 - الجزء 2

  وتدل الآية على أن من مَلَّكَ غيره شيئًا بهبة أو صدقة فقد رزقه؛ لذلك قال: «فَارْزقُوهُمْ» خلاف ما يقوله الْمُجْبِرَة في الرزق.

قوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ٩}

  · القراءة: قرأ حمزة وخلف «ضعافًا» بكسر العين قليلاً دلالة على الياء، وروي عن حمزة بفتح العين والتفخيم، وهو قراءة سائر القراء.

  · اللغة: الخشية: الخوف، ورجل خَشْيان، وقيل: الخشية بمعنى العلم.

  والذرية قيل: وزنها فُعْلِيَّة منسوبة إلى الذر عن الزجاج، وقيل: فُعُّولة على تقدير ذُرُّورة، إلا أن الراء الأخيرة قلبت ياء ثم أدغمت، ويجوز ذِرية بكسر الذال لأجل الكسرة، وقيل: الياء المشددة نحو عِصِيٍّ، والضم أجود للفصل بالراء الساكنة.

  والسديد أصله سد الخلل من سَدَدْتُه أسده سدًا، والسداد: الصواب بسده خلل الفساد، والسديد من القول السليم من الفاسد.

  والضعاف جمع ضعيف وهو نقصان القوة.

  · الإعراب: اللام في قوله: «وليخشَ» لام الأمر، وهو الغائب كقولهم لِيَضْرِبْ زيد، وعلامة الجزم سقوط الياء، (ليخش) يقتضي مفعولاً، وهو مضمر. وقوله: «فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ» معطوف عليه، وتقديره: ليخش اللَّه ولْيَقُلْ قولاً سديدًا، وقيل: تقديره ليخش الموصي إذا ترك ذرية ضعافًا وليتق اللَّه ولا يوصي بأكثر من الثلث.