التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين 141}

صفحة 1325 - الجزء 2

قوله تعالى: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ١٤١}

  · اللغة: قال أبو العباس: التمحيص أصله التخليص، مَحَصْتُ الشيء أمْحَصْتُه محصًا، وقال الخليل: المَحْص الخلوص من العيب محصته محصًا أي أخلصته من كل عيب، ومَحَّصَ اللَّه تعالى العبد من الذنب طهره، ومحصت الذهب بالنار خلصته مما يشوبه.

  والمحق النقصان، والمحاق آخر الشهر إذا امتحق الهلال، وامتحق الشيء ومُحِق إذا ذهبت بركته بنقصانها حالاً بعد حال، وأصله فناء الشيء حالاً بعد حال.

  · الإعراب: الواو في قوله: «وَليُمَحِّصَ اللَّه» واو العطف، تقديره: وليعلم اللَّه ويتخذ منكم شهداء وليمحص.

  · المعنى: لما تقدم أنه تعالى يداول الأيام بين الناس، بيّن وجه المصلحة ليعلم المؤمن، وليمحص، فقال تعالى: «وَلِيُمَحِّصَ» قيل: لينجيهم من الذنوب بالابتلاء ويطهرهم منها، ويهلك الكافرين بالذنوب عند الابتلاء، وقيل: ليمحص ليبتلي، عن ابن عباس ومجاهد والسدي، وقيل: ليخلصهم من الذنوب، عن الزجاج، وقيل: ليمحص ذنوب المؤمنين، عن الفراء، يعني بما صبروا، «وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ» قيل: ينقصهم، عن ابن عباس، وقيل: يهلكهم، وقيل: يستأصلهم في العاقبة، عن الأصم، وقيل: يحبط أعمالهم، وقيل: ينزع البركة منهم، عن أبي علي.

  ويُقال: كيف يقابل التمحيصَ المَحْقُ؟