قوله تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 275}
  ويقال: هل الأفضل قسمة الأموال في الإنفاق على هذا الوجه أم لا؟
  قلنا: فيه قولان: الأول: أنه كان يعمل به حتى نزل فرض الزكاة في براءة، عن ابن عباس، وقيل: نسخت موافقة هذه الصفة «فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ» أي أجر ما فعلوا، وهو الجزاء، وهذا إذا لم يحبطه بكبيرة «وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» كما يخاف العصاة ويحزنون لما يرون من سوء العاقبة.
  · الأحكام: تدل الآية أن الزكاة لا تختص بوقت، وأن المقصود سد الخلة، ففي أي وقت حصل استحق الأجر ليلاً كان أو نهارًا سرًّا أو علانية، وقيل: إن صدقة التطوع الأفضل فيه الإخفاء لبعده من الرياء، وفي الفرض الأفضل الإظهار؛ لأنه أنفى للتهمة.
  وتدل على أن الإنفاق عبادة، وأنها مصروفة إلى الفقراء ثم في قدره وكيفيته يحتاج إلى بيان، وبيانه بالسنة مذكور في كتب الفقه.
قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٢٧٥}
  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي «الربا» بالإمالة لمكان كسرة الراء، والباقون بالتفخيم للفتح، وهي في مصاحف مكتوبة بالواو، وأنت مخير في كتابتها بالألف والواو والياء.