قوله تعالى: {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين 20 وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ 21 قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير 22 ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير 23 قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين 24 قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون 25}
  وخزرج فلحقوا بيثرب، وأما خزاعة فلحقوا بتهامة، وأما الأزد فلحقوا بعمان، والأول أقرب؛ لأنه أضاف التمزيق إلى نفسه، والثاني محتمل؛ لأنه سبب التمزيق فأضافه إليه وإن كان فعلهم. وعن ابن عباس والحسن أنهم هلكوا بالجوع والعطش. «إِنَّ فِي ذَلِكَ» أي: فيما تقدم «لَآيَاتٍ» لعبر «لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ» قيل: هو المؤمن إذا أعطي شكر، وإذا مُنِعَ صبر، قيل: يشكر الله بطاعة الله، ويصبر على المعاصي خلاف مَنْ [إذا] استغنى بطر، وإذا افتقر جزع وحزن، وإنما خصه؛ لأنه ينتفع به.
  ومن قال: أهلكوا، اختلفوا بأي شيء أهلكوا؟ قيل: زاد الماء فغرقوا به، وقيل: وقعت الجرذ في السد، فنقبوا وخرج الماء، وجفت جنانهم وخربت، عن أبي علي.
  · الأحكام: تدل الآيات على وجوب شكر النعمة، ومن قابلها بالكفران يستحق العقوبة.
  وتدل أن العقوبة جزاء، ولا حجة للخوارج في الآية؛ لأنه تعالى يجازي كل أحد بما يستحقه.
  وتدل على أن تعريف الطرق منه تعالى.
  وتدل أنهم استحقوا العقاب بظلمهم، وأن الظلم فِعْلُهم.
  وتدل على مدح الصبر والشكر، وأنه فعل العبد؛ لأن من كثر شكره لنعمه أطاعه، ومن كثر صبره على أداء الواجبات والاجتناب عن المحرمات عظمت رتبته.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٢٠ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ٢١ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ٢٢ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ٢٣ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢٤ قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ٢٥}