قوله تعالى: {لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون 111 ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون 112}
  وتدل على أن المؤمنين من أهل الكتاب قليلون، وأن أكثر فسقة.
قوله تعالى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ١١١ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ١١٢}
  · اللغة: الضَّرَرُ ضد النفع، أَضَرَّهُ يُضِرُّهُ إضرارًا.
  والأذى من قولهم: آذيت فلانًا أوذيه إيذاءً.
  والذل ضد العز، رجل ذليل: بَيِّنُ الذل. والذلة والمذلة، وهو الهوان.
  ثقفوا من ثقفت فلانًا في الحرب أدركته. قال الشاعر:
  فَإِمَّا تَثْقَفُونِي فاقتلوني ... فَإِنْ أَثْقَفْ فَسَوْفَ تَرَوْنَ بَالِي
  والمسكنة: الفقر، وأصله من السكون كأن الفقر أسكنه.
  والاعتداء: مجاوزة الحد في الظلم، والعدوان الظلم.
  · الإعراب: «إِلَّا أَذًى» محله نصب؛ لأنه استثناء، وهو استثناء متصل، وتقديره: لا يضرونكم إلا ضرر أذى بكلام ونحوه، وقيل: هو استثناء منقطع، كقوله: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا ٢٤ إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ٢٥}.
  قال علي بن عيسى: إذا صح معنى المتصل لا يجوز حمله على المنقطع «يَضُرُّوكُم» نصب؛ لأن (لن) تنصب ما بعدها، والعامل في الباء في قوله: «إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّه» قولان: