قوله تعالى: {هاأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور 119}
  أن يطمئنوا إلى قولهم؛ لأن في قلوبهم الغيظ وإرادة الفساد وتمني العنت، فتدل على معجزة الرسول ÷ حيث أخبر عن أسرارهم، ولا يمتنع أن ترد الآية في المنافقين ثم تحمل على جميع الكفار؛ لأن الواجب مراعاة اللفظ لا مراعاة السبب، وعلى هذا جميع آي القرآن.
قوله تعالى: {هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ١١٩}
  · اللغة: خلا يخلو، خلاء من الخَلْوة، وخلا فلان إلى فلان إذا اجتمعا في الخلوة، وخلا المكان الذي لا شيء فيه، واختلفوا هل في العالم خلاء، فقالت البصرية من مشايخنا: فيها خلاء وملاء، وقال أبو القاسم: لا خلاء.
  والعض بالأسنان معروف، وأصله عَضَضَ فأدغم أحدهما في الآخر.
  والأنامل جمع، واحدها: أَنْمُلة بفتح الميم وضمها، وهو أطراف الأصابع، وأصله النمل المعروف، وهو مشبه به في الدقة والتصرف بالحركة، ومنه رجل نَمِل أي نمام؛ لأنه ينقل الحديث كنقل النمل في الخفاء.
  والغيظ: ما يغتاظ الإنسان منه.
  · الإعراب: (ها) تنبيه، و (أنتم) كناية للمخاطبين، و (أولاء) اسم الجمع المشار إليه، وأجاز الزجاج أن يكون (تحبونهم) صلة بمعنى الَّذِينَ تحبونهم، وحالاً بمعنى ها أنتم أولاء محبين لهم، فأما الفراء فيجعل (تحبونهم) خبرًا.
  · المعنى: لما تقدم النهي عن اتخاذ الكفار بطانة بيّن ما هم عليه من عداوة المؤمنين تأكيدًا