التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون 66 ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون 67 ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون 68 وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين 69 لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين 70}

صفحة 5896 - الجزء 8

قوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ٦٦ وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ ٦٧ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ٦٨ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ ٦٩ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ٧٠}

  · القراءة: قرأ أبو بكر عن عاصم: «مَكَاناتِهِمْ» بالألف على الجمع كل القرآن، الباقون: «مَكَانتِهِمْ» بغير ألف على واحدة كل القرآن.

  قرأ عاصم وحمزة: {نُنَكِّسْهُ} بضم النون الأولى وفتح الثانية وكسر الكاف وتشديدها، وعن الأعمش مثلة. وقرأ الباقون بفتح النون الأولى وسكون الثانية وضم الكاف خفيفة.

  قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر ويعقوب: «لِتُنْذِرَ» بالتاء على الخطاب للرسول، وفي (الأحقاف): {لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا}⁣[الأحقاف: ١٢] بالتاء كذلك، وقرأ ابن كثير هاهنا بالياء وثَمَّ بالتاء. وقرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي بالياء في السورتين كناية عن القرآن هاهنا، وعن الكتاب في (الأحقاف)، وقيل: كناية هنا عن النبي ÷.

  · اللغة: الطمس: محو الشيء حتى يذهب أثره، يقال: طمس الأثر، ومنه: {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ}⁣[المرسلات: ٨] وهو مطموس البصر: إذا ذهب أثر العينين.

  والاستباق: طلب السبق، والسبق: التقدم على غيره.

  والمسخ: تشويه الخلق، وتقليبه من صورة إلى صورة.

  والنكس: قلبك الشيء على رأسه، نَكَسَهُ يَنْكُسُهُ، والوِلادُ منكوس أي: أن تخرج