قوله تعالى: {سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون 36 وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون 37 والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم 38 والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم 39 لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون 40}
  ويدل قوله: {وَمَا عَمِلَتْهُ} أن للعبد عملا.
  وتدل أن هذه الأطعمة وإن كان للعبد فيها صنع فالأصل أنها من نعم الله؛ فلذلك وجب الشكر له، وفيه إشارة عجيبة؛ لأن الزرع إذا زرع وتحقق عجزه عن الإنبات فهو أعلم بحالها، فنعلم أن له صانعًا.
  ومتي قيل: قوله: {لِيَأْكُلُوا} يدل على أنه أراد الأكل؟
  قلنا: قد يطلق ذلك إذا أراد الحكيم بالفعل وجه الانتفاع وإن لم يرد نفس الأكل، كما يقال فيمن أعد طعامًا للناس: إنه صنعه ليأكلوه، وإن لم يرد أكلهم في الحال.
  وتدل على وجوب الشكر له، ولمَّا لمْ يصح الشكر مع الشرك وجب عليهم تركه.
قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ٣٦ وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ ٣٧ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ٣٨ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ٣٩ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ٤٠}
  · القراءة.
  قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: «والقَمَرُ» بالرفع. وقرأ أبو جعفر وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي بالنصب، أما النصب اختاره أبو عبيد للفعل المتقدم عليه والمتأخر عنه، أما المتقدم فقوله: {نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ}، والمتأخر قوله: {قَدَّرْنَاهُ}، وأما الرفع فاختاره أبو حاتم، ثم قال: لأنك تبعد الفعل عنه، فترفعه بالابتداء.