التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا 76 أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا 77 أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا 78 كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا 79 ونرثه ما يقول ويأتينا فردا 80}

صفحة 4604 - الجزء 6

  وتدل على أن التقوي والظلم فِعْلُ العبد، ولذلك علق الجزاء به، فيبطل قولهم في المخلوق.

قوله تعالى: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا ٧٦ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ٧٧ أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ٧٨ كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا ٧٩ وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا ٨٠}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: (وَوُلْدًا) بضم الواو وسكون اللام في هذه السورة في أربعة مواضع، وفي (الزخرف): {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ}⁣[الزحوف: ٨١] وفي (نوح):

  {مَالُهُ وَوَلَدُهُ}⁣[نوح: ٢١] وهو ستة مواضع، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب في سورة (نوح) بضم الواو وسكون اللام، وفي سائر القرآن بفتح الواو واللام، وقرأ أبو جعفر ونافع وعاصم وابن عامر بفتح الواو واللام في جميع القرآن، وفيه قولان:

  الأول: أنهما بمعنى واحد كالعَدم والعُدم، والْحَزن والحُزن، قال الشاعر:

  فَلَيْتَ فُلَانًا كَانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ... وَلَيْتَ فُلَانًا كَانَ وُلْدَ حِمَارِ

  وقال رؤبة:

  الحَمْدُ للهِ العَزِيزِ فَرْدَا ... لَمْ يَتَّخِذْ مِنْ وُلْدِ شَيْءٍ وُلْدَا