التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون 21 لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون 22 لا يسأل عما يفعل وهم يسألون 23 أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون 24 وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون 25}

صفحة 4799 - الجزء 7

  وتدل على أنه يميز الحق من الباطل بالأدلة؛ فلذلك صح قوله: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ}.

  وتدل على فساد قول من يقول: ليس في القرآن مجاز؛ لأن رمْي الحق ودمْغ الباطل وزهوقه كل ذلك تَوَسّع ومجاز، وهو من فصيح الكلام، وكثير من مجاز الكلام أفصح وأحسن من حقيقته، ويدل عليه وصفه الملائكة بما وصف على عظمهم وفضلهم وأنهم مكلفون، وأن عباداتهم تتصل دائماً، ويشهد بذلك اتصال مراعاة الحفظة لعباده. وتدل على أن العبادة فِعْلُهُمْ لذلك مدحهم.

قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ ٢١ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ٢٢ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ٢٣ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ ٢٤ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ٢٥}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: «نُوحِي» بالنون وكسر الحاء على الحكاية لقوله «وما أرسلنا»، وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الحاء على ما لم يسم فاعله.