قوله تعالى: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون 59 الحق من ربك فلا تكن من الممترين 60 فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين 61}
  وتدل على بطلان قولهم في الجبر؛ لأنه إذا كان لا يحب ظلمهم ولا يظلمهم، ومن وجه آخر أن المحبة الإرادة، فإذا كان لا يحب ظلمهم لا يريده، ومن وجه آخر إذا كان لا يحب ظلمهم لا يخلقه، فيبطل قولهم في المخلوق والإرادة، قال أبو مسلم: في الآية - معنى لطيف عائد إلى اللَّه تعالى وإلى الثناء عليه، وهو أنه إذا كان لا يحب الظالمين فليس يكون منه الظلم.
قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٥٩ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ٦٠ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ٦١}
  · القراءة: قراءة العامة «تَعَالَوْا» بفتح اللام، وعن الحسن وابن السماك بضم اللام، وأصله من العلو، وهو المجيء إلى ارتفاع، وأصله تَعَالَيُوا. تفاعلوا من العلو، فاستثقلت الضمة على الياء فسكنت، ثم حذفت وبقيت اللام على فتحها، ومَنْ ضَمَّ فَبنَقْلِ حركة الياء المحذوفة إلى اللام لتدل عليه، ولا يجيء من «تعال» الماضي والمستقبل، وإنما جاء للأمر فقط.
  · اللغة: الامتراء: الشك، وكذلك المرية، وأصله الاستخراج من الضرع تمرية إذا استخرج اللبن، ومنه: مَسَحَهُ لِيَدُرَّ، والريح تَمِرْي السحاب، وسمي الامتراء شكًّا؛ لأنه كحال المستخرج لما لا يعرف. والمحاجة مفاعلة من الحجة، وهو إيراد