التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا 43}

صفحة 1565 - الجزء 2

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ٤٣}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي «لَمَسْتُمُ» بغير ألف من اللمس، وقرأ الباقون «لَامَسْتُمُ» من الملامسة وهو الجماع، وعلى هذا الخلاف في سورة المائدة.

  ثم في الآية قراءات شاذة: منها: قراءة النخعي: «سكرى» والقراءة الظاهرة «سُكارى» بالألف وهما لغتان، وقرأ النخعي: «جُنْبًا» بسكون النون، والقراءة الظاهرة برفعها وهما لغتان، وقرأ الزهري: «من الغَيط» والظاهرة من الغائط بالألف وهما لغتان.

  · اللغة: السُّكْرُ: خلاف الصحو وأصله السَّكْر بفتح السين، وهو سد مجرى الماء سَكَرَه يَسْكرُه سكرًا، نحو: نصر ينصر نصرًا، واسم الموضع السِّكْر بكسر السين، وسمي السكر لانسداد طريق المعرفة به سكر سكرًا، وأسكر إسكارًا، ورجل سكران، وقوم سُكَارَى وسَكْرى.

  والجنابة من الجنب وأصله البعد، ومنه الأجنبي، يقال: رجل جُنب وامرأة جنب، ورجلان جنب، وامرأتان جنب، ونساء جنب، ورجال جنب يستوي فيه المذكر والمؤنث، والواحد والجمع، والفعل منه: أَجْنب يجنب، وسمي جنبًا لأنه يجتنب حتى يتطهر.

  والعبور أصله القطع، يقال: عبر النهر والطريق إذا قطعهما وجاراهما عبرًا وعبورًا، وقيل: منه سمي الشِّعْرَى العبور لقطعه المَجَرَّةَ.

  والغائط: المكان المطمئن من الأرض، ويقال: غائط وغيطان، والتغوط كناية عن الحدث في الغائط، والغوطة: موضع كثير الشجر والماء بدمشق، ثم كثر استعماله