قوله تعالى: {لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين 44 إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون 45}
  ويدل قوله: «لَوِ اسْتَطَعْنَا» على قولنا أن الاستطاعة قبل الفعل؛ لأنهم إذا كذبوا في ذلك دل أنهم كانوا مستطيعين ولم يخرجوا، وإلا كانوا صادقين، ومن وجه آخر فإنَّ فَقْدَ المال إذا كان عَذَرَ المكلف فَفَقْدُ القدرة أولى؛ لأنه لا يخلو إما أن كانوا مستطيعين فلم يخرجوا وإما لم يستطيعوا أن يخرجوا فلم يخرجوا، وفي كلا الوجهين يوجب أن الاستطاعة قبل الفعل.
قوله تعالى: {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ٤٤ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ٤٥}
  · اللغة: الاستئذان: طلب الإذن، كما أن الاستئمان طلب الأمان، وهذا الشيء أصله الطلب.
  والَّريبُ: شك معه تهمة، رابني كذا، وارتاب ارتيابًا، والارتياب: الشك، وهو الاضطراب في الاعتقاد، والفعل منه: ارتاب.
  والتردد: التصرف بالذهاب والرجوع، تردد ترددًا.