قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون 219 في الدنيا والآخرة}
  وتدل على بطلان قول المرجئة؛ لأنهم يرجون الرحمة لمن مات مصرًّا على فسقه، وهو خلاف الآية، عن أبي القاسم.
  وتدل على بطلان من يقول: أنا مؤمن مطلقًا؛ لأنه لو علم ذلك قطعًا لما كان الوعد معلقًا بالرجاء؛ لأن مع العلم لا حكم للرجاء والظن.
  ومتى قيل: لم ذكر المؤمنين برجاء الرحمة، وهي لهم لا محالة؟
  فجوابنا: أن فيه وجوهًا:
  منها: أنه لا يعلم أحواله في مستقبل عمره، أيقيم على توبته ودينه أم لا؟
  ومنها: أنهم لا يعلمون أنهم أدوا كل ما يجب عليهم، عن أبي علي.
  ومنها: أن العبد متى ينظر في نفسه، ويرى تقصيره يخاف، ومتى يفكر في رحمته يرجوه، فيتردد بين الخوف والرجاء.
  ومنها: أن الرجاء ههنا على الإيجاب، عن الحسن.
  وتدل على أن الهجرة عبادة عظيمة، والهجرة بعد الفتح فيمن فتن في دينه يستحق بها الثواب العظيم، وإن لم يبلغ درجة المهاجرين، وما روي: «لا هجرة بعد الفتح»؛ لأن مكة صارت دار الإسلام.
قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ٢١٩ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}