التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا 66 وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما 67 ولهديناهم صراطا مستقيما 68}

صفحة 1619 - الجزء 2

  وتدل على أنه، ÷ الحاكم بين الناس، كما أنه الرسول والنبي؛ لأن من الجائز رسول ليس بحاكم وحاكم ليس برسول، فجمع له الأمرين تشريفًا.

  وتدل على أن قضاءه لازم؛ لأنَّهُ إما أن يكون ابتداء شرع فيلزم، أو يحكم بعد الرفع إليه.

  وتدل على أن الرد على الرسول كفر.

  وتدل على أن التسليم لا يغني ما لم ينضم إليه انقياد القلب والإخلاص، واستدل بعضهم بالآية على أن أوامره على الوجوب، قال القاضي: الظاهر أن قضاءه لازم، والقضاء هو الإلزام، وذلك غير الأوامر، فالآية لا تدل على ذلك.

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ٦٦ وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ٦٧ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ٦٨}

  · القراءة: قرأ ابن عامر وأبي بن كعب وعيسى بن عمر «قليلاً» بالنصب، وكذا هو في مصاحف الشام، ومصحف أنس بن مالك، والباقون «قليل» بالرفع، وكذلك هو في مصاحفهم، فأما الرفع فعلى ضمير الفاعل من قوله: «فعلوه» تقديره: فعله القليل، وقيل: على التكرار تقديره: ما فعلوه. تم الكلام، ثم قال: إلا أنه فَعَلَهُ قليل منهم، والنصب على الاستثناء، وقيل: فيه إضمار تقديره: إلا أن يكون قليلاً منهم.

  في قوله: «(أن اقتلوا) - (أو اخرجوا)» ثلاث قراءات: الأول: بضم نون (أن)،