قوله تعالى: {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين 6}
  يعني الحق «فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ» أخبار «مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون» يعني يأتيهم جزاء استهزائهم، والمراد بأنباء استهزائهم عقاب الآخرة، وقيل: القتل والسبي يوم بدر، والأول أصح؛ لأنه وجميد لكل كافر.
  · الأحكام: يدل قوله تعالى: «يَعْلَمُ سِرَّكم» أنه عالم لذاته؛ لأن العالم بعلم لا يصح ذلك فيه.
  ويدل قوله: «إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ» على وجوب النظر في الأدلة لذلك ذمهم على الإعراض.
  وتدل على تحذير العبد من المعصية، سواء كان سرًّا أو جهرًا.
  وتدل على أن الإعراض فِعْلُهم لذلك يصح ذمهم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.
  وتدل على أنهم في الكفر أتوا من قِبَلِ أنفسهم، لذلك وصفهم بأنهم مع الآيات يعرضون.
  وتدل على أن الباطل إذا قارنه الاستهزاء بالحق كان أعظم في الوزر.
  وتدل على أن المعارف مكتسبة، وطريقها التدبر في الآيات؛ فلذلك ذمهم على الإعراض.
قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ٦}
  · اللغة: القرن: أهل كل عصر، مأخوذ من اقترانهم في العصر، وقال الزجاج: القرن أهل