قوله تعالى: {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون 113 يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين 114 وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين 115}
  رضوا بما فعله أسلافهم وعدوهم سلفًا لهم، وصوبوهم، كما يقال لمن ذهب مذهبًا:
  أنتم فعلتم كذا، وإنما فعل ذلك أسلافهم، «بِغَيرِ حَقٍّ» قيل: بظلم، وقيل: بغير قود وسبب يوجب ذلك، عن الأصم «ذَلِكَ» العقاب «بِمَا عَصَوْا» أمر اللَّه «وَكَانُوا يَعْتَدُونَ» يجاوزون الحد في المعصية والظلم.
  · الأحكام: تدل الآية على بشارة المؤمنين بأن الغلبة تدوم لهم، وألا يكون لليهود راية ولا نصرة.
  وتدل أن اليهود يكونون أبدًا في الذلة والصغار بأداء الجزية كما نشاهدهم.
  وتدل على أن عند العهد والأمان يجب الكف عن قتالهم، ولا خلاف في ذلك إذا أمنهم واحد من المسلمين فقد أمنوا.
  وتدل على أنهم وإن نجوا من القتل لم ينجوا من العقاب؛ لأن سبب العذاب الكفر، وذلك موجود منهم.
  وتدل على مسكنة وخضوع وذلة فيهم كما نشاهدهم.
  وتدل على معجزات نبينا ÷ حيث أخبر عن حالهم بجميع ذلك، فكان كما أخبر.
  وتدل على أن هذا العقاب إنما هو لأجل كفرهم، فيبطل بذلك قول الْمُجْبِرَةِ: إن العقوبة ليست بجزاء.
  وتدل على أن ذلك فعلهم؛ لذلك وَبَّخَهُمْ، فيبطل قولهم في المخلوق.
قوله تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ١١٣ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ١١٤ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ١١٥}