التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون 152}

صفحة 650 - الجزء 1

  ومنها: دلالة قوله: «مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ» على بطلان قول أصحاب المعارف؟

  إذ هو نص في الباب.

  ومنها: التنبيه على صحة نبوته ÷ كأنه قيل: إذا كنتم قومًا لا تعرفون كتابًا، ولا تعلمون علمًا فَمُحَمَّد منكم ليس بصاحب كتاب، أتاكم بالآيات يتلو عليكم بلسانكم وعجزتم عن الإتيان بمثله، وفيه أنباء الأمم والتنبيه على صحة الأحكام والشرائع، فذلك حجة على نبوته ونعمة عليكم، ذكره الأصم.

قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ١٥٢}

  · اللغة: الذكر: حضور المعنى للنفس، وهو على وجهين: أحدهما بالقلب، والآخر بالقول، والأول نقيض النسيان، وأصله التنبيه على الشيء، فمن ذكَّر ناسيًا فقد نبهه عليه، والذكر: الشرف أيضًا ومنه: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}.

  والكفر: ستر النعمة بالجحد لها، وأصله التستر في اللغة، ثم صار في الشرع اسم ذم لمن يستحق أعظم العقاب.

  والشكر: إظهار النعمة بالاعتراف، يقال: شكرتك وشكرت لك، كما يقال:

  نصحتك ونصحت لك.

  · الإعراب: في قوله: «وَاشْكُرُوا لِي» محذوف، وكذلك في قوله: «وَلاَ تَكْفُرُونِ» وتقديره:

  اشكروا نعمتي ولا تكفروا نعمتي؛ لأن أصل الشكر إظهار النعمة لا إظهار المنعم، وأصل الكفر ستر النعمة لا ستر المنعم.

  ويقال: لِمَ حذفت الياء في التواصل؟