قوله تعالى: {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين 51 إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون 52 قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين 53 قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين 54 قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين 55}
  وتدل على صحة الموازنة؛ لأنه بَيَّنَ أنه لا يضيع قليل ولا كثير، وعلى ما يقوله أبو علي كثيرًا ما يضيع، فأما عند أبي هاشم، فإما أن يثاب عليه أو ينقص من عقابه فقط، فأما من حمله على ما يثيب ويحبطه بكبيرة فخلاف الظاهر.
  ويدل قوله: {وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} أنه يتولى حسابهم، وفيه ترغيب وترهيب.
  وتدل على بطلان الجبر؛ لأن الأفعال إذا كانت كلها خَلْقَهُ، وَخَلَقَ كل فريق لشيء فما معنى الحساب.
  ويدل قوله: {وَهَذَا ذِكْرٌ} أن القرآن من أعظم النعم؛ لأنه عليه مدار الدين.
  وتدل على أنه محدث لكونه منزلاً.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ٥١ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ٥٢ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ٥٣ قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٥٤ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ٥٥}
  · اللغة: الرشد: نقيض الغي، رَشَدَ يَرْشُدُ رُشْدًا وَرَشَدًا فهو رشيد، وغَوِيَ يَغْوَى غَوًى فهو غاوٍ، والرشد: حق يؤدي إلى نفع يدعو إليه. والتمثال: الصورة، وجمعه تماثيل، والتماثيل الأصنام.
  والعكوف: اللزوم للشيء، عَكَفَ عليه يَعْكُفُ فهو عاكف، وقيل: هو المقيم على الشيء، ومنه الاعتكاف. والمبين: المظهر للمعنى بدعائه إليه، والبين: الظاهر.