التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل ياأهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين 68 إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون 69}

صفحة 2034 - الجزء 3

  أحدهما: أنه أخبر بعصمته، فكان كذلك مع كثرة الأعداء وحرصهم على هلاكه.

  والثاني: إيراده ذلك عليهم، فلو لم يكن على ثقة من صدقه لصرفه عن إيراده خوف انكشاف حاله، ولأن الأعداء عند ذلك يكونون أحرص على هلاكه.

قوله تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ٦٨ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦٩}

  · اللغة: قام وأقام غيره يُقِيمُ إقامة.

  والطغيان: مجاوزة الحد في الظلم، ومنه: طغا الماء إذا جاوز الحد.

  وأسى يَأْسَى أسًى إذا حزن، وحذف الألف للجزم؛ لأنه أمر.

  والصبو: الميل، ومنه: {أَصْبُ إِلَيهِنَّ} والصابي: المائل من دين إلى دين، يقال: صبأ فلان، وقد صار اسمًا لفرقة من الكفار يجرون مجرى أهل الكتاب في أخذ الجزية عنهم، كما يجوز أخذها من المجوس، وإن لم يكونا أهل كتاب.

  · الإعراب: في رفع «الصابئين» ثلاثة أقوال: