التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون 41 وخلقنا لهم من مثله ما يركبون 42 وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون 43 إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين 44 وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون 45 وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين 46 وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين 47}

صفحة 5883 - الجزء 8

قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ٤١ وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ٤٢ وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ ٤٣ إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ ٤٤ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ٤٥ وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ٤٦ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٤٧}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر ويعقوب: «ذُرِّيَّاتِهِمْ» على الجمع، الباقون:

  {ذُرِّيَّتَهُمْ} بغير ألف وبالتشديد على الواحد.

  · اللغة: الحمل: منع الشيء عن الذهاب سفلاً فهو محمول، وبالفتح لما اتصل، وبالكسر لما انفصل.

  والفُلْكُ: السفن؛ لأنه يدور في الماء، ومنه: الفلك يدور بالنجوم، والفَلْكَةُ تدور بالمغزل، وفَلَّكَ ثَدْيُ المرأة: استدار.

  والمشحون: الموقر.

  والصَّرِيخُ: الصارخ بالاستغاثة، وقيل: الصريخ: المغيث عند الاستغاثة بالصراخ، والصريخ يكون لمعنيين ضدين، المغيث والمستغيث، والاستصراخ:

  الإغاثة والاستغاثة.

  والإعراض: الذهاب عن الشيء بالتوجه إلى غيره في جهة العرض.

  · الإعراب: يقال: ما جواب (إذا) في قوله: {وَإذَا قِيلَ لَهُم أَنفِقُوا