التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود 42 وقوم إبراهيم وقوم لوط 43 وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير 44 فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد 45}

صفحة 4975 - الجزء 7

  قلنا: الإمام هو الذي يتمكن في الأرض، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويقيم الحدود، ويحفظ البَيْضَةَ، ويدفع الكفار عن المؤمنين، والظالم عن المظلوم، ويردع عن الفساد.

  وتدل على أن الإخراج فِعْلُ العبد، وكذلك الصلاة، والأمر بالمعروف، وكل ذلك يصحح قولنا في المخلوق.

قوله تعالى: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ ٤٢ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ ٤٣ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ٤٤ فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ٤٥}

  · القراءة: قرأ أبو عمرو ويعقوب: «فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْتُهَا» بالتاء على الواحد، والآخرون بالنون والألف على التفخيم.

  · اللغة: الإملاء: الإمهال، ومنه: {وَأُمْلِي لَهُم}⁣[الأعراف: ١٨٣] أي: أمهلهم.

  والخواء: المكان الخالي، خوت الدار تَخْوِي خَوَاءً فهي خاوية، وخوى جوف الإنسان من الطعام خَوًى مقصور، وهو خَوَّى.