التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قالوا يانوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين 32 قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين 33 ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون 34}

صفحة 3488 - الجزء 5

  الملك، عن الأصم. ومعناه أنا بشر كما قلتم، ولو قلت: إني ملك لكنت كاذبًا «وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي» تحتقر «أَعْيُنُكُمْ» من هَؤُلَاءِ المؤمنين، بأن رأيتم عليهم زي الفقراء «لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا» أي: لو قلت فيهم غير الذي أعلم ظاهرًا لكنت ظالمًا لهم، اللَّه أعلم بإيمانهم وبما في أنفسهم «إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ» لو كنت قلت غير ما أعلم.

  · الأحكام: تدل الآية على أن المعتبر في النبوة المعجز لا غير.

  وتدل على أن العمى عن الحق نقص عظيم.

  وتدل على أن الدِّين لا ينفع إلا بالقبول مختارًا لذلك قال: «أَنُلْزِمُكُمُوهَا».

  وتدل على أن الأنبياء يجب أن يجتنبوا المنفرات، لأن سؤال الأجرة لما أثر في حاله نفاه عنهم.

  ويدل قوله: «فمن ينصرني» على أن أحدًا لا يدفع عن أحد ما يستحقه من العذاب بالشفاعة وغيرها.

  ويدل قوله: «إني ملك» على أن الملائكة أفضل من الأنبياء.

  وتدل على وجوب تعظيم المؤمنين وقبح الاستخفاف بهم، وأن من يفعل ذلك فهو ظالم لنفسه.

قوله تعالى: {قَالُوا يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ٣٢ قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ٣٣ وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٣٤}