قوله تعالى: {ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم 105}
  وتدل على أن كل لفظة فيها إيهام لا يجوز إطلاقه على اللَّه ورسوله على ما يدْهبِ إليه في أسماء اللَّه وصفاته.
قوله تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ١٠٥}
  · اللغة: يود: يحب، وهو من الود، وهو المحبة، وهو يرجع إلى الإرادة التي هي فعل العباد، وقد يستعمل بمعنى الشهوة التي لا يقدر عليها إلا اللَّه تعالى، يقال: يود.
  جاريته ويحبها.
  والخير: نقيض الشر.
  والاختصاص بالشيء: هو الانفراد به، يقال: خصه بالشيء إذا فضله به.
  والرحمة: النعمة على المحتاج.
  · الإعراب: يقال: في قوله: «وَلاَ الْمُشْرِكِينَ» لم خفض، وهل يجوز فيه الرفع؟ وما محله من الإعراب؟
  قلنا: هو عطف على (أهل الكتاب)، فيكون مجرورًا، ويجوز فيه الرفع على (الَّذِينَ كفروا)، وموضعه رفع؛ لأنه كالفاعل، ومثله مما يجوز فيه الوجهان، قوله تعالى: {وَالكُفارَ أوليَاءَ} فروي بهما جميعًا.
  ويقال: ما معنى (مِنْ) الأولى والثانية؟
  قلنا: أما الأولى «من أهل الكتاب» فهي للتنويع، كقوله: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ