التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أم لم ينبأ بما في صحف موسى 36 وإبراهيم الذي وفى 37 ألا تزر وازرة وزر أخرى 38 وأن ليس للإنسان إلا ما سعى 39 وأن سعيه سوف يرى 40 ثم يجزاه الجزاء الأوفى 41 وأن إلى ربك المنتهى 42 وأنه هو أضحك وأبكى 43 وأنه هو أمات وأحيا 44 وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى 45 من نطفة إذا تمنى 46 وأن عليه النشأة الأخرى 47}

صفحة 6660 - الجزء 9

  وتدل على أن في الذنوب صغائر؛ لذلك رتبها ثلاث مراتب، فاللمم الصغيرة، خلاف ما يقوله بعض الخوارج أن كل ذنب كبيرة.

  وتدل أن المغفرة تستحق باجتناب الكبائر، فيصح قولنا في الوعيد.

  ويدل قوله: {فَلَا تُزَكُّوا} على قبح تزكية النفس، وقد بَيَّنَّا ما قيل فيه، وشيخانا أبو علي وأبو هاشم وإن اختلفا في تزكية النفس كيف هي اتفقا أنه لا يجوز أن يشهد لنفسه بالجنة؛ لأنه لا يعلم أنه أدى ما كلف، ولا السرائر ولا العواقب.

قوله تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى ٣٦ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ٣٧ أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ٣٨ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ٣٩ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ٤٠ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ٤١ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ٤٢ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ٤٣ وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا ٤٤ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ٤٥ مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ٤٦ وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى ٤٧}

  · القراءة: قراءة العامة: «وَفَّى» بالتشديد، وعن سعيد بن جبير: «وَفَى» بالتخفيف، معنى الأول أنه أتم، ومعنى الثاني: وفى بما وعد وعهد.

  · اللغة: التوفية: إعطاء الشيء على التمام، وَفَّى حقه توفية.

  والوِزْرُ: الثقل، وسمي الذنب وزرًا؛ لأنه يثقل على صاحبه.