التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون 25 قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين 26 فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم 27 إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم 28 فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون 29 أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون 30 قل تربصوا فإني معكم من المتربصين 31}

صفحة 6619 - الجزء 9

  · الأحكام: يدل قوله: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ} أن استحقاق نعيم الجنة وثوابها بالتقوى، بخلاف قول المرجئة.

  ويدل قوله: {كُلُوا وَاشْرَبُوا} نهم مأمورون بذلك، وأنه تعالى يريد منهم؛ ليتم السرور على ما يقول القاضي، خلاف ما يقوله أبو علي: أنه لا يريد ذلك، كمباحات الدنيا.

  ويدل قوله: {وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} أن الذرية غير الحور العين، خلاف ما قاله بعضهم؛ لذلك عطف أحدهما على الآخر.

  وتدل أن الذرية تلحق بهم، ولا شبهة أن الإيمان شرط في البالغين، فأما الأطفال فحكمهم حكم آبائهم، واختلفوا كيف يُعَادُونَ، فقيل: صغيرًا كما مات، وقيل: بل يكمل الله خلقه، وهو أولى، فأما أطفال المشركين فهم خدم أهل الجنة، روي ذلك مرفوعًا، وقيل: بل هم كسائر أصحاب الأعواض.

  وتدل الآيات أن أعمال المتقين فِعْلُهُم حتى استحقوا الجزاء.

  وتدل أن في الجنة مأكولاً ومشروبًا، وذلك يُعْلَمُ ضرورة من دين الرسول، خلاف قول الباطنية؛ لذلك نكفرهم بإنكار ذلك.

قوله تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ٢٥ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ٢٦ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ٢٧ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ٢٨ فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ٢٩ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ٣٠ قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ ٣١}