التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين 6 فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين 7 والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون 8 ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون 9}

صفحة 2499 - الجزء 4

قوله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ٦ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ٧ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٨ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ٩}

  · اللغة: السؤال: طلب الجواب بأداته في الكلام، كما أن الاستخبار طلب الخبر بأداته في الكلام، سألت الشيء سؤالاً ومسألة، ورجل سُؤَلَةٌ: كثير السؤال. والقصة: جمعها القصص، وهو ما يتلو بعضه بعضًا، ومنه: القصاص لأنه يتلو الجناية في الاستحقاق، ومنه: اقتصصت الحديث: رويته على وجهه، واقتصصت الأثر: إذا اتبعته. والغائب: البعيد عن حضرة الشيء، والغيب: كل ما غاب عنك. والوزن: مقابلة أحد الشيئين بالآخر ليظهر مقداره منه، وهذا هو الأصل في الباب، ثم يستعمل في أشياء: منها: وزن الشعر بالعروض، ووزن فلان كلامه وزنا، ويُقال: وزنت الشيء وزنا، والزنة: قدر الموزون، والثقل: نقيض الخفة، والثقيل: نقيض الخفيف، وحقيقة الثقل: هو الاعتماد اللازم السفلي، وهو معنى في الثقيل غيره، عند أبي هاشم، وقال أبو علي: إنه يرجع إلى أجزاء الثقيل، واتفقوا أن الخفة ليست بمعنى، وأنه عدم الثقل.

  والخسران: ذهاب رأس المال.

  · الإعراب: يقال: أي فاء في قوله: «فَلَنَسْأَلَنَّ»؟

  قلنا: فاء عطف جملة على جملة، والفاء قد تكون لهذا، وقد تكون لعطف مفرد على مفرد، وقد تكون للجواب.

  ويقال: ما اللام في قوله: «فَلَنَسْأَلَنَّ» «فلنقصن»؟ وما النون؟