التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون 64 ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون 65 لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين 66}

صفحة 3175 - الجزء 4

  المعاندون أقدموا على العصيان مع العلم، قال قطرب: يحاد يعاند «فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا» أي: وإنما «ذَلِكَ الْخِزْيُ» الهوان «الْعَظِيمُ» وقيل: الذم العظيم، عن أبي مسلم.

  · الأحكام: تدل الآية على أنهم نسبوه إلى قبول ما لا يجب قبوله، وأنه يصدق كل ما سمع طاعنين عليه وفي ذلك إيذاء له وأنهم كذبوا عليه، وقيل: إن الآية تدل على وجوب قبول خبر الواحد في الدين؛ لأنه خير وصلاح وهو مؤمن، وفيه بعد.

  وتدل الآية على وجوب قبول خبر الواحد على أن ذكره - تعالى - تفرد من غيره تعظيمًا له؛ لذلك قال: «أحق أن يرضوه».

  وتدل على أن اليمين الكاذبة لا تغني شيئًا وإنما يغني الإخلاص في القول والعمل.

  وتدل على أن من خالف الرسول ÷ فهو مخلد في النار خلاف قول - جهم.

قوله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ٦٤ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ٦٥ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ٦٦}

  · القراءة: قرأ عاصم: «إِنْ نَعْفُ» و «نُعَذِّبْ» بالنون وكسر الذال للحكاية. «طَائِفَةً» نصب لأنه