قوله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا 21 ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما 22 من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا 23 ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما 24 ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا 25}
قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ٢١ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ٢٢ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ٢٣ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ٢٤ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ٢٥}
· القراءة: قرأ عاصم: {أُسْوَةٌ} بضم الهمزة في جميع القرآن، والباقون بكسرها، قال أبو عبيد: لا نعرف بينهما فرقا، قيل: أراد الجمع بين اللغتين.
قراءة العامة: {وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} صفة للمؤمنين وهم فرقتان. وعن ابن مسعود: (ومنهم من بدل تبديلا) جعل ثلاث فرق، ولا تجوز القراءة به؛ لأنه خلاف الظاهر من الفعل.
· اللغة: الأسوة: القدوة، تأسى به: اتبع فعله، والتأسية: التعزية؛ لأنه يقول: أصابه ما أصابك فَتَأَسَّ [به].
والرجاء: توقع الخير، ونظيره: الأمل والطمع.
والنَّحْبُ: النَّذْرُ، والنَّحْبُ: الموت، وتناحب القوم: تواعدوا للقتال إلى وقت، وفي الحديث: «إن طلحة ممن قضى نحبه» أي: ألزم نفسه أن يصدق في الجهاد، فوفَّى به، والنَّحْبُ: الخطر العظيم، والنَّحْبُ: النفس، ومنه: النحيب: النَّفَسُ الشديد عند البكاء.