قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون 121}
  قال الحسن: قال تعالى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ} وقد علم تعالى أن رسوله لا يتبع أهواءهم «مَا لَكَ» يا محمد «مِنَ اللَّه» يعني مما يريده من عقابه إن اتبعت أهواءهم «مِنْ وَلي» يلي أمرك، فيعصمك منه، «وَلاَ نَصِيرٍ» يعني معين وظهير يعينك عليه.
  · الأحكام: الآية تدل على أنه يستحيل رضا اليهود والنصارى؛ لأن اليهود لا ترضى عنه حتى يكون يهوديًّا، والنصارى لا ترضى عنه حتى يكون نصرانيًّا، ويستحيل كونه يهوديًّا ونصرانيًّا، فاستحال رضاهم بذلك.
  وتدل على صحة الوعيد لمن علم أنه لا يَعْصِي؛ لأن قوله: {مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} إن اتبعت أهواءهم وَعِيد له، وقد علم أنه لا يتبعهم، وحل ذلك محل قوله: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}.
  وتدل أن كل متبع لكافر في كفره، فليس له من اللَّه ولي ولا نصير؛ لأنه أوجب ذلك في متبع واحد، فوجب في كل متبع.
  وتدل على أنه لو اتبعهم لانحبط ثوابه؛ إذ لو بقي ثوابه لما جاز ألا يكون له ولي ولا نصير.
قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ١٢١}
  · اللغة: التلاوة: القراءة، تلا كتاب اللَّه: قرأه، وأصل التلاوة الاتباع، ومنه: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} أي اتبعها.