التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون 23}

صفحة 3622 - الجزء 5

  وقيل: بعث نبيًّا في هذه الحالة، وهو عند انتهاء القوة، عن الأصم، وأبي مسلم، وذكر الأصم أن ما كان في الجب وفعل به كان معجزة له، فكأنه جوز تقديم المعجزة إرهاصًا.

  وقيل: لم يكن نبيًّا مرسلاً، وهذا باطل؛ لأنه خلاف القرآن والإجماع.

  وتدل على أن العلم من أعظم نعم اللَّه تعالى، وقد استدل بعضهم بقوله: «وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ» أن النبوة جزاء للعمل، وليس كذلك؛ لأنه ليس في الآية أن النبوة جزاء للعمل، ولأن النبوة قد تكون صلاحًا عند إحسانه، لا أنها تصير جزاء لإحسانه.

قوله تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ٢٣}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر: «هِيْتَ لَكَ» بكسر الهاء وفتح التاء، وقرأ ابن كثير: «هِئْتُ لك» بفتح الهاء وضم التاء مثل جِئْتُ، وهي لغة، وقرأها ابن عمار عن ابن عامر بكسر الهاء وضم التاء وهمز الياء من هيَّأت لك، وهو قراءة السلمي وقتادة وأبي وائل.

  وقرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب «هَيتَ» بفتح الهاء وفتح التاء والياء غير مهموزة، وفتحت التاء لأنها بعد ياء ساكنة مثل: وأَيْنَ، وليت، ونحو