التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون 37 والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون 38 قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين 39 ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون 40 قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون 41 فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون 42}

صفحة 5812 - الجزء 8

  ذلك لا أنه يوسع لفضله أو يضيق لهونه، وروي عن النبي ÷: «اللهم من عصى أمري فأكثر ماله وولده، واجعل رزق آل محمد الكفاف»، وقيل: كانوا يفاخرون بالمال والولد، كما يفعل بعضهم مع بعض.

  · الأحكام: تدل الآية على ما يجري يوم القيامة بين الأتباع والمتبوعين من التوبيخ، وما يجري من الندامة منعًا عن التقليد، وحثًّا على النظر؛ ليعرف الحق ويعتقده.

  ويدل قوله: {لَوْلَا أَنْتُمْ} على صحة قول أبي هاشم على ما بَيَّنَّا.

  وتدل على أن الإضلال ليس بِفِعْلِ الله ولا خلقه ولا إرادته؛ لأنه لو كان كذلك لكان الفريقان بريئين من الكفر، ولقالوا: الله أَضَلَّنَا.

  وتدل أنه لا يؤاخذ أحدًا إلا بجزاء ما فعل.

  ويدل قوله: {لَا يَعْلَمُونَ} على بطلان قول من يزعم أن المعارف ضرورة.

قوله تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ٣٧ وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ٣٨ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ٣٩ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ٤٠ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ ٤١ فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ٤٢}

  · القراءة: قرأ يعقوب الحضرمي: «جَزَاءً» بالنصب والتنوين، «الضِّعْفُ» بالرفع على التقديم والتأخير، (فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءً الضِّعْفُ)، قراءة العامة بالرفع غير منون، {الضِّعْفِ}