التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين 17 ولا يستثنون 18 فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون 19 فأصبحت كالصريم 20 فتنادوا مصبحين 21 أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين 22 فانطلقوا وهم يتخافتون 23 أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين 24 وغدوا على حرد قادرين 25 فلما رأوها قالوا إنا لضالون 26 بل نحن محرومون 27 قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون 28 قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين 29 فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون 30 قالوا ياويلنا إنا كنا طاغين 31 عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون 32}

صفحة 7031 - الجزء 10

قوله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ١٧ وَلَا يَسْتَثْنُونَ ١٨ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ١٩ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ٢٠ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ٢١ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ ٢٢ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ٢٣ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ ٢٤ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ ٢٥ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ٢٦ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ٢٧ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ٢٨ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ٢٩ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ٣٠ قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ٣١ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ ٣٢}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع والحسن وأبو عمرو: «يُبَدِّلَنَا» بفتح الباء وتشديد الدال، وكذلك في (التحريم) «يُبَدِّلَهُ»، الباقون ساكنة الباء خفيفة الدال، وهما لغتان: بَدَّلَ يُبَدِّلُ تبديلاً، وأَبْدَلَهُ يُبْدِلُهُ إبدالاً، وقيل: بينهما فرق، فالتبديل: تغيير الشيء بتغير حاله وعينه قائم، والإبدال: رفع الشيء، ووضع شيء آخر مكانه.

  · اللغة: الابتلاء والاختبار والامتحان نظائر، والابتلاء من الله هو التعبد والتكليف، فكلفهم ليظهر من أعمالهم، فيعلم الله تعالى وقوعها كما علم من قبل أنه سيقع، فيقع الخبر على ما وقع منهم، وهو في صفة الله تَوَسُّعٌ أي: يعامله معاملة المختبر.

  والصَّرْمُ: أصله: القطع، والصِّرَام والجَذَاذ: قطع ثمر النخل، تقول: صرمت النخل، ومنه سميت القطيعة بين المتواصلين صرمًا، والصارم: القاطع، ويقال للصبح: صَرِيمٌ، والليل: صَرِيمٌ؛ لأن كل واحد يقطع عن صاحبه، ويقال: أصبح: