التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين 24 ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون 25}

صفحة 4016 - الجزء 6

  أي: قولاً مقطوعاً به، وقيل: حقًّا، وقيل: كلمة تحقيق، وقيل: أصله من الكسب، لأنه يقول: لا يحتاج في معرفة هذا الأمر إلى اكتساب علم، بل هو معلوم، عن أبي مسلم. {أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} وهو تهديد لهم بأنه عالم بجميع أحوالهم فيجازيهم «إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ» أي: لا يريد تعظيمهم، وهم الَّذِينَ يأنفون عن قبول الحق، ويتكبرون على المؤمنين.

  · الأحكام: تدل الآية على أن العبادة تستحق لمن قدر على أصول النعم دون الأجسام، ثم بين أنه واحداً تحقيقاً وتأكيداً.

  وتدل على صحة الحجاج في الدين.

  وتدل على قبح إنكار الحق والاستكبار عن قبوله، وأن الواجب اتباع الحق والتواضع لأهله.

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ٢٤ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ٢٥}

  · اللغة: السطر: الصف من كل شيء كالكتاب والشجر وغيرها، وسطر فلان أي: جاء بالأباطيل، وواحد الأساطير: أسطار وأسطورة، وقيل: إنه من الجمع الذي لا واحد له، كالصناديد.

  والوزر: الثقل، ومنه: الوزير، لأنه يحمل الأثقال عن الملك، و وازره على أمره عاونه بتحمل الثقل معه، والوزر: الإثم. قال أبو مسلم: ووزر يزر وزرًا بفتح الواو،