قوله تعالى: {وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين 31 قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين 32 وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون 33 وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون 34 وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين 35 قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون 36}
  قيل: القيامة، وقيل: العذاب «إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» في ذلك، وذكر بلفظ الجمع؛ لأنهم ضموا المؤمنين إليه لمتابعتهم إياه وموافقتهم له «قُلْ» يا محمد: «لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ» أي: ميقات يوم وهو يوم القيامة، وعيدًا بالبعث والجزاء وأُخِّرُوا إليه للمصلحةً، عن أبي علي. وقيل: هو يوم وفاتهم وقبض أرواحهم، عن أبي مسلم. «لاَ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ» قيل: لا يتأخر وقت القيامة ولا يتقدم؛ لأنه يعلم وقت الصلاح، عن أبي علي. وقيل: لا تموتون قبله ولا تبقون بعده، عن أبي مسلم.
  · الأحكام: تدل الآية أنه تعالى يجمع بين الناس يوم البعث للإنصاف والجزاء.
  وتدل أنه ÷ مبعوث إلى الكافة.
  وتدل أنه المبلغ للوعد والشرائع؛ لذلك قال: {بَشِيرًا وَنَذِيرًا}.
  وتدل أنه لا نبي بعده، وكل ذلك معلوم من دينه ضرورة.
قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ٣١ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ ٣٢ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٣٣ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ٣٤ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ٣٥ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ٣٦}
  · اللغة: الاستضعاف: طلب الضعف فيما يعامل به صاحبه، وكُلُّ مَنْ عامله غيره بما