التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا 105 وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا 106 قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا 107 ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا 108 ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا 109}

صفحة 4326 - الجزء 6

  وتدل على الإعادة وحشر الناس جميعاً.

قوله تعالى: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ١٠٥ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ١٠٦ قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ١٠٧ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ١٠٨ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ١٠٩}

  · القراءة: قراءة العامة: «فَرَقْنَاهُ» بالتخفيف، وعن ابن عباس وقتادة بالتشديد، قال: لأنه لم ينزل مرة واحدة وإنما نزل نجوماً في عشرين سنة وزيادة.

  · اللغة: فَرَقْنَاهُ: فصلناه كفرق الشعر، وهو تميز بعضه من بعض، يقال: فرق الشيئين يفرق فرقاً، وفرقه تفريقاً.

  والمكث: المهل وتتعاقب الحركات الثلاث عن الميم، وكلها لغات.

  وخر: سقط، والخرور: السقوط.

  والذقن: مجتمع اللحيين، وجمعه: أذقان.

  · الإعراب: نصب «قرآناً» قيل: بمحذوف أي: وآتيناك قرآناً فرقناه.

  فـ «فَرَقْنَاهُ» صفة، وقيل: فرقناه قرآناً، و «فَرَقْنَاهُ» خبر على هذا، وقيل: هو