التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم 88 قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون 89}

صفحة 3415 - الجزء 5

  الكعبة، عن الحسن، وقيل: اجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضًا، عن سعيد بن جبير، واختلفوا متى أمروا بهذا؟، فأكثر المفسرين على أنهم أمروا به زمن فرعون، خوفًا منه ليأمنوا شره، وقال بعضهم: بل أمروا به بعد هلاكه، وقال بعضهم: لما سلط عليهم الجراد والقمل والضفادع ذلوا لموسى، فلما كشف عنهم ذلك تركوهم يصلون، عن الأصم، واختلفوا في القبلة، فقيل: أراد بالقبلة الكعبة ليتوجهوا إليها، عن الحسن، ومجاهد، وقيل: أراد بيت المقدس، وقيل: اجعلوا بيوتكم ببيت المقدس والشام قبلة، وتقديره: وأقيموا الصلاة متوجهين بها نحو بيوتكم التي كنتم بها، وهي أرض الشام، وكان بها يعقوب وأولاده، عن أبي مسلم «وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ» أديموها كما فرض عليكم «وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ» بِاللَّهِ ورسله، أن لهم الجنة، قيل: هو خطاب لموسى، عن أبي مسلم، وقيل: خطاب لمحمد - صلى اللَّه عليه وعلى آله -.

  · الأحكام: تدل الآية على أنه تعالى أوحى إلى موسى وهارون، وأنهما كانا نبيين، خلاف ما قاله [بعضهم] بأن هارون تبع لموسى.

  وتدل على أنهم أمروا بالصلاة في البيوت، والأوجه أنهم أمروا بذلك خوفًا من فرعون.

  وتدل على أن من شرعهم الصلاة إلى قبلة مخصوصة.

  وتدل على أن الصلاة فعلهم، فيصح قولنا في المخلوق.

قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ٨٨ قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ٨٩}