التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون 42 أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون 43 قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون 44 وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون 45}

صفحة 6072 - الجزء 8

  ومنها: التدبر فيه.

  ومنها: العمل به، وقبوله.

  ومنها: أنه لا لبس فيه ولا خلف.

  «فَمَنِ اهْتَدَى» بالقرآن «فَلِنَفْسِهِ» أي: يعود نفعه عليه [«وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا»] على نفسه حيث يعود وبال ضلاله عليه «وَمَا أَنْتَ عَلَيهِمْ بِوَكِيلٍ» قيل: برقيب في إيصال الحق إلى قلوبهم وحفظه عليهم حتى لا يتركوه، وقيل: لَسْتَ عليهم بوكيل لتجبرهم على الإيمان، وقيل: بكفيل يلزمك إيمانهم، إنما عليك البلاغ.

  · الأحكام: تدل الآيات أن العبادة تستحق لخالق النعم دون من لا ينفع، ولا يضر.

  وتدل على صحة الحجاج في الدين.

  وتدل أنه أنزل الكتاب ليبلغه ويأمر بالعمل به، وأنه أراد الاهتداء به دون الإضلال.

  وتدل أن الهداية والضلال فعلُهم على ما نقوله.

قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ٤٢ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ٤٣ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٤٤ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ٤٥}