التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون 31 وإن كل لما جميع لدينا محضرون 32 وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون 33 وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون 34 ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون 35}

صفحة 5877 - الجزء 8

  ويدل قوله: {أَأَتَّخِذُ} أن القوم كانوا مشركين.

  وتدل على صحة الحجاج في الدين.

  ويدل قوله: {إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} على أن للعبد فعلاً.

  ويدل قوله: {ادْخُلِ الْجَنَّةَ} أنَّه تعالى أحياه وأدخله الجنة، فيجوز أن تكون له هذه المنزلة خاصة، ويجوز أن تكون لكل شهيد ومؤمن.

  وتدل على صحة ما نقوله في عذاب القبر وسؤاله، عن أبي علي.

  وتدل على أن النبي إذا كان بين قوم كان أعظم قومًا.

  ومتى قيل: ما فائدة هذا التمني؟

  قلنا: فيه وجهان:

  أحدهما: أنه استكمال سروره بوقوف قومه على حاله؟

  وقيل: لطفًا لقومه إن أسلموا ينالوا تلك الدرجة.

  ويدل قوله: {يَاحَسْرَةً} أنهم قادرون على الإيمان، وأن الإيمان فعلُهم، لولا ذلك لما صح تحسرهم.

  ويدل استئصالهم أن الرسل كانوا رسل الله؛ لأن عادة الله أنه لا يهلك إلا بعد إرسال الرسل.

قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ٣١ وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ٣٢ وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ٣٣ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ ٣٤ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ٣٥}