التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون 163 وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون 164}

صفحة 2753 - الجزء 4

  وتدل على أن الدخول والتبديل فعلهم، لذلك عاقبهم عليه، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.

قوله تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ١٦٣ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ١٦٤}

  · القراءة: قرأ حفص عن عاصم «مَعْذِرَةً» بالنصب أي نفعل ذلك معذرة أو نعتذر معذرة.

  وقرأ الباقون بالرفع؛ أي: هذه معذرة، أو قولنا معذرة، فهي خبر ابتداء محذوف.

  والقراءة الظاهرة: «سدُون» بفتح الياء وضم الدال أي: يتجاوزون، وعن أبيّ: نهيتكم «يُعِدُّونَ» بضم الياء وكسر العين وتشديد الدال من الإعداد أي: يهيئون الآلة لأخذها.

  وقراءة العامة «في السبت» على الواحد، و «يوم سبتهم». وقرأ أبو السَّمَيْقَعِ «في الأسبات» على الجمع، وعن عمر بن عبد العزيز (أسباتهم) على الجمع.

  وقراءة العامة «لا يَسْبِتُون» بفتح الياء وكسر الباء، عن الحسن. «يُسْبِتُونَ» بضم الياء يدخلون في السبت كما يقال: أجمعنا؛ دخلنا في الجمعة، وأشهرنا أي: دخلنا في الشهر.

  · اللغة: السبت من الأيام، وجمعه: أَسْبُت وسبوت، وأصله القطع، ومنه: السبت: حلق الرأس، وسمي سبتًا؛ لأنه - تعالى - قطع بعض خلق الأرض فيه، وقيل: لأنه أمر بني