قوله تعالى: {وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون 124}
  · الأحكام: تدل الآية على عظيم نعمه تعالى على عباده، بأن هداهم إلى الإيمان، وبَيّنه لهم، ومكنهم منه، ولطف لهم فيه، وأوجب لهم الثواب الدائم، والنعيم الخالص.
  وتدل على أن المعارف مكتسبة، وتدل على أن الكفار زين لهم الكفر، وقد بَيَّنَّا ما قيل فيه، وكان الحسن يحلف أنه زَيَّنَ لهم شياطين الإنس والجن، وقد قال تعالى: {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} ولأنه نهى عنه، وأوعد عليه، فلا يجوز أن يقال: هو زينه، خلاف ما تقوله الْمُجْبِرَة.
  وتدل على أن ذلك المكر والعمل فِعْلُهُم، ليس بخلق لله؛ لذلك ذمهم عليه، وعاقبهم على افترائه.
قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ١٢٤}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وأبو بكر عن عاصم: «حيث يجعل رسالاته» على الجمع، وقرأ ابن كثير وحفص، عن عاصم: «رسالته» على واحدة أراد الجنس، ومن قرأ على الجمع فلقوله: «رسل اللَّه».
  · اللغة: الصَّغارُ: الذل الذي يصغِّر إلى المرء نفسه، يقال: صغر الإنسان يصغر صغارا وصغرًا.
  والإجرام: الإقدام على القبيح بالانقطاع إليه، وأصل الجرم: القطع فكأنه قطع ما