قوله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا 83}
  تناقض من جهة حق وباطل عن قتادة وابن زيد، وقيل: بليغ ورَذل عن أبي علي، وقيل: اختلافًا في الإخبار عما يُسِرُّون عن الزجاج، وقيل: تناقضًا كثيرًا عن ابن عباس، وقيل: التناقض في المعاني والاضطراب في النظم والفساد في الألفاظ، وكله منتف عن كلام اللَّه تعالى عن أبي مسلم.
  · الأحكام: تدل الآية على بطلان التقليد ووجوب النظر، لذلك أوجب التدبر.
  وتدل أن من تدبر القرآن صح أن يعرف معانيه، بخلاف من يقول: لا يفهم بظاهره شيء على ما تزعمه الحشوية وبعض الرافضة؛ إذ لو كان كذلك لما أمر بتدبره.
  وتدل على أن المعارف ليست بضرورة لذلك صح التدبر.
  وتدل على صحة القياس حيث بين أنه لو كان كلامًا للعباد لوجد فيه التناقض، كما في سائر أقوالهم وأفعالهم، وإذا وجب نفي التناقض عن أقواله كذلك عن أفعاله، فتدل على بطلان مذهب الجبر في المخلوق، وكذلك قوله: «يَتَدَبَّرُونَ» يدل على أن التفكر فعلهم.
  وتدل على أن الكلام المتناقض ليس من فعله تعالى؛ إذ لو كان من فعله لكان من عنده، ذكر ذلك كله شيخنا أبو علي.
  وتدل على أن كلامه فعله؛ لأنه أطلق أنه من عنده؛ لأن كلامه عندهم حرف واحد فكيف يتصور فيه الاختلاف، وكيف يتدبر فيه، وهو قائمٌ بذاته؟
قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ٨٣}