التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن المتقين في جنات وعيون 15 آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين 16 كانوا قليلا من الليل ما يهجعون 17 وبالأسحار هم يستغفرون 18 وفي أموالهم حق للسائل والمحروم 19 وفي الأرض آيات للموقنين 20 وفي أنفسكم أفلا تبصرون 21 وفي السماء رزقكم وما توعدون 22 فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون 23}

صفحة 6585 - الجزء 9

قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ١٥ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ١٦ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ١٧ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ١٨ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ١٩ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ٢٠ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ٢١ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ٢٢ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ٢٣}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم: «مِثْلُ» برفع اللام، وقرأ الباقون بالنصب.

  أما الرفع فعلى أنه بدل من الحق.

  وأما النصب ففيه وجوه: قيل: نصب على الحال، وقيل: على المصدر أي: يحقّ حقًّا كنطقكم، وقيل: بنزع الخافض بتقدير: كمثل.

  وأجمع القراء وعامة المسلمين في قوله: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ}، وعن ابن محيصن: (وفي السماء رازقكم) يعني الله تعالى، وهذا - مع أنه خلاف للإجماع وما ظهر من القراءة عن النبي - صلى الله عليه - وأصحابه وقراء الأمة خطَأٌ ظاهر؛ لأنه إذ أراد أن الله في السماء فقد أثبت مكانًا، وذلك كُفْرٌ مِنْ قائله، وإن أراد في السماء قدرة أرزاقكم وقسمة رازقكم أو رزق رازقكم فذلك مجاز، وفيه إيهام التشبيه، فلا ينبغي على وجه أن يقرأ به.