قوله تعالى: {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون 8 وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين 9 هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون 10}
  وقيل: يستحسن بعضكم من بعض، ويتجمل أهل الغنى، عن الأصم، وقيل: النيل الذي يناله عند من يرى إبله، عن أبي علي «حِينَ تُرِيحُونَ» أي: تردونها بالعشي من مراعيها إلى مباركها، قال قتادة: وذلك أعجب ما يكون إذا راحت عظاماً ضروعها طوالاً أسنمتها «وَ [حِيْنَ] تَسْرَحُونَ» أي: حين ترسلونها إلى المرعى «وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ» أي: أمتعتكم «إِلَى بَلَدٍ» غير بلدكم، قيل: مكة، عن ابن عباس، وعكرمة، وقيل: سائر البلدان، عن الحسن وغيره. «لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ» أي: لا تصلون إليه إذا أردتم المصير إليه «إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ» قيل: بجهد الأنفس، عن قتادة، وما هو يقاسيه من المشقة «إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ» أي: ذو رأفة ورحمة لذلك أنعم عليكم بهذه النعم، وقيل: رؤوف حيث أنعم بهذه النعم، رحيم إذ ابتدأ بها من غير مسألة، عن الأصم.
  · الأحكام: تدل الآية على أن ارتباط ما يتجمل به المرء من المباحات لا يكره، وخص الوقتين البكرة والعشي، لأن المالك يتجمل باجتماعها في هاتين الحالتين.
  وتدل على عظيم نعمه بخلق هذه الأنعام لحمل الأثقال، وما فيها من المنافع من الأكل والتجمل والحمل وغير ذلك.
قوله تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٨ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ٩ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ ١٠}