التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون 17 إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين 18}

صفحة 3052 - الجزء 4

  · الأحكام: تدل الآية على وجوب الجهاد.

  وتدل على وجوب مجانبة النفاق والمنافقين.

  وتدل على تحريم موالاة الكفار واتخاذهم وليجة.

  وتدل على تحريم إيجاب الفساق بطانة؛ لأن الانقطاع إليه يقوم مقام الدعاء إلى الفسق، ولأنه تجب معاداته، فلا يجوز الانقطاع إليه، ولأنه غير مأمون في الاطلاع على الأسرار.

  قال الأصم: وتدل على أن الجهاد به يظهر النفاق؛ لأن المنافقين كرهوا أن يقاتلوا أولياءهم.

قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ١٧ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ١٨}

  · القراءة: قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: «أَنْ يَعْمُرُوا مَسْجِدَ اللَّهِ» على الواحد وهو قراءة ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعطاء بن أَبي رباح، وحميد؛ لأنه أراد المسجد الحرام، ولقوله: {فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ} وقرأ الباقون: «مساجد