التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يابني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى 80 كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى 81 وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى 82 وما أعجلك عن قومك ياموسى 83 قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى 84 قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري 85}

صفحة 4709 - الجزء 7

  قيل: رأوا آيات كثيرة، وسَلِمُوا فظنوها مثلها، وقيل: أوهمهم فرعون أنه انفلق لهيبته، عن أبي علي. وقيل: بل دخل مكرهاً فإن فرسه أدخله اتباعاً لفرس جبريل.

  وتدل أنهم ساروا ليلاً، قيل: لئلا يعلم فرعون، وقيل: استعاروا من القبط حُلِيًّا، وقيل: خرجوا وهم سبعون ألفاً وتبعهم فرعون في ستمائة ألف.

  وتدل على أن فرعون أضلهم، فلو كان على ما تزعمه الْمُجْبِرَة لكأن اللَّه أضلهم، ولا يصح وصف فرعون بأنه أضل، ولو كان الضلال خَلْقَ اللَّه فيهم لكان هو الأولى بأن يوصف بذلك، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق والهدى والضلال.

قوله تعالى: {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ٨٠ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ٨١ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ٨٢ وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى ٨٣ قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ٨٤ قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ٨٥}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي والأعمش ويحيى بن وثاب: «أَنْجَيْتُكم»، و «واعَدْتُكم»، و «رَزَقْتُكُم» كله بالتاء على الواحد، والباقون بالنون، وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب: «وعدناكم» بغير ألف، والباقون: «واعدناكم» بالألف من المواعدة التي تكون بين اثنين.