قوله تعالى: {قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون 164 وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم 165}
  الطاعات لله، ومما يتعلق بالممات من الوصية والختم بالطاعة، وفيه تنبيه أنه لا ينبغي أن يجعل حياته لشهوته، ومماته لورثته، وقيل: هو المختص بأن يحييني ويميتني، كأنه قال: أعبده لأنه المختص بالقدرة على الإحياء والإماتة «رَبِّ الْعَالَمِينَ» خالق الخلق ومالكهم، وسيدهم «لاَ شَرِيكَ لَهُ» يعني لا ثاني له في الإلهية، وقيل: لا شريك له في العبادة «وَبِذَلِكَ أمِرْتُ» أي: أمرني ربي «وَأَنا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ» قيل: أول المسلمين من هذه الأمة، عن الحسن وقتادة، وقيل: أول من أطاعه واستسلم من أهل زمانه، عن الكلبي، وفيه بيان وجوب اتباعه على الإسلام، وفضل الإسلام؛ إذ كان أول شارع إليه نبينا ÷، وإنما أمره بذلك ليتأسى به، ويقتدى بفعله.
  · الأحكام: تدل الآية على أن دين إبراهيم دين الإسلام، وذلك إما أن يُحْمَلَ على التوحيد والعدل الذي يستوي في ملة كل نبي، أو يحمل على أن ملة إبراهيم داخلة في شريعة محمد، ÷، وإن كان زاد ونقص، وهو الوجه؛ ليكون لاختصاص إبراهيم فائدة، وتدل أنه الدين المستقيم دون سائر الأديان، وتدل على أن صفة الدين القيم أن تكون العبادة لله - تعالى - وحده، وتدل على أن هذه العبادات إنما تكون دينا متى كانت لله - تعالى - خالصة.
قوله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ١٦٤ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ١٦٥}
  · اللغة: البَغْيُ: الطلب، بغيت الشيء: طلبته، وأصل الرب: التربية، وإذا أضيف يستعمل في غير اللَّه تعالى، فيقال: رب الدار مالكها، ورب العبد، وإذا أطلق فهو لله