قوله تعالى: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم 213}
قوله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٢١٣}
  · القراءة: · القراءة الظاهرة: «لِيَحْكُمَ» بفتح الياء وضم الكاف، وقرأ أبو جعفر بضم الياء وفتح الكاف، فوجه قراءة العامة أن الكتاب يحكم، وهو توسع كقوله: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} وقيل: ليحكم كل نبي بكتابه، وقيل: ليحكم اللَّه في عباده بذلك، ووجه قراءة أبي جعفر على تقدير: وأنزل اللَّه الكتاب، وغرضه أن يُحْكَمَ بما فيه بين الناس على ما لم يسم فاعله، وعلى هذا الخلاف في آل عمران وسورة النور.
  · اللغة: الأمة: الجماعة، وأصلها القصد، يقال: أَمَّ يؤم أمًّا إذا قصد، ثم يستعمل على أربعة أوجه: الأمة: الملة؛ لأنها تؤم بها جهة واحدة، والأمة: الجماعة؛ لاجتماعها على ما تؤم. والأمة: المنفرد بالمقالة؛ لانفراده بما يؤمه. والأمة: القامة؛ لظهورها فيما تؤم.
  والنبيئين بالهمز وغير الهمز لغتان، وورد القرآن بهما فقرأ نافع بالهمز، والباقون بترك الهمز، فأما الهمز فأصله النبأ، وهو الخبر، والإنباء الإخبار، ومنه:
  {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ١ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ٢}، {قُل هُوَ نبأٌ عَظِيم} وسمي النبيء