التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين 38 فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون 39 فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم 40 وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم 41 ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم 42 وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين 43 فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون 44 فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين 45 وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين 46}

صفحة 6595 - الجزء 9

  · الأحكام: يدل قوله: {سَلَامًا} أن السلام كان من سنة الأنبياء، قلنا كما هو من سنة نبينا ÷، وكذلك من سنن الملائكة.

  ويدل قوله: {فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} أنَّه كان غير عالم بحالهم، فيدل أن الأنبياء لا يعلمون الغيب، فالآية أولى، خلاف ما تقوله الإمامية.

  ويدل قوله: {وَبَشَّرُوهُ} على معجزة لإبراهيم # حيث وُلدَ له وَلَدٌ بعد الكبر، وقد بَيَّنَّا ما قيل في المبشر به، والأولى أنه إسحاق؛ لأن الآيات أليق بحاله وحال أمه سارة.

  وتدل على أن الإسلام والإيمان واحد؛ لذلك قال مرة: {الْمُؤْمِنِينَ} ومرة {الْمُسْلِمِينَ}.

  وتدل على أن الخيفة والإسلام فعلُ العبد؛ لذلك استحق كل واحد الجزاء.

قوله تعالى: {وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ٣٨ فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ٣٩ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ ٤٠ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ٤١ مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ٤٢ وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ ٤٣ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ٤٤ فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ ٤٥ وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ٤٦}

  · القراءة: قرأ الكسائي: (الصَّعْقَةُ) بغير ألف ساكنة العين، الباقون بالألف، وهما لغتان،